الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في ابو ظبي

يطلق مصطلح الأمراض النفسية على الاضطرابات التي التي تصيب الصحة العقلية والنفسية وتؤثر على التفكير والسلوك والمشاعر، وتعتبر إمارة ابوظبي من المدن الرائدة في الاهتمام بالصحة النفسية للسكان، وتولي جهود كبيرة في سبيل تقديم خدمات الصحة النفسية لكل من يحتاجها، لما للأمراض النفسية من تأثير على الأفراد والمجتمع.

نمط الحياة في إمارة ابوظبي يتغير بشكل سريع ويتعرض السكان للعديد من التحديات والضغوطات الاقتصادية والوظيفية التي تؤثر على الصحة النفسية مما يتطلب وجدود أطباء نفسيين في أبوظبي من ذوي الخبرة.

ما هي الأمراض النفسية الأكثر انتشاراً في ابوظبي

الوعي بأهمية الصحة النفسية يتزايد باستمرار، وتجري إمارة دبي باستمرار أبحاث ومسوحات سكانية لمعرفة الاضطرابات النفسية الأكثر انتشاراً التي يعاني منها الأفراد وتؤثر على وتيرة حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية.

1- الاكتئاب

يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية الشائعة في ابوظبي، تشمل أعراضه شعور مستمر بالحزن وفقدان اهتمام بالأنشطة وعزلة مع تغيرات في الشهية والنوم، بالإضافة لفقدان الطاقة وصعوبة في التركيز مع تفكير بالموت والانتحار، تؤثر هذه الأعراض على أداء الفرد اليومي وعلاقاته الاجتماعية.

حسب الدراسات التي تم إجراؤها في دولة الإمارات العربية وخاصة ابوظبي تبين أن نسبة الإصابة بالاكتئاب بين السكان تتراوح بين 15% إلى 20% من إجمالي السكان، وأغلب المصابين تتراوح أعمارهم بين الـ 15 والـ 35 سنة، ويكونون بحاجة للتحدث مع دكتور نفسي مختص لعلاج الاكتئاب.

ويظهر الاكتئاب نتيجة العديد من العوامل والظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، كساعات العمل الطويلة وعدم قدرة الأفراد على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعمل بالإضافة لتكاليف المعيشة المرتفعة جداً، وصعوبة التكيف والعزلة بالنسبة للمغتربين، والحرارة العالية والخلافات الشخصية، إضافة للخجل من طلب المساعدة المختصة.

2- اضطرابات القلق

تأتي اضطرابات القلق في المرتبة الثانية بأكثر الأمراض النفسية انتشاراً بعد الاكتئاب في ابوظبي، ويشعر الأشخاص بقلق مفرط تجاه مواقف بسيطة وغير مقلقة، وخوف من التفاعل مع الآخرين مع الابتعاد عن المواقف الاجتماعية، والإصابة بنوبات هلع وقلق بما يخص جميع نواحي الحياة، يمكن أن تترافق مع أعراض جسدية كالتعرق وتسرع ضربات القلق والأرق والشعور بالغثيان.

تشير الدراسات التي تم القيام بها في الإمارات العربية إلى انتشار اضطرابات القلق بين 10% إلى 15% من السكان في إمارة ابوظبي، بأشكال مختلفة كاضطراب القلق العام واضطراب الهلع واضطراب القلق الاجتماعي والرهاب.

يمكن أن تظهر اضطرابات القلق نتيجة عوامل وراثية أو نتيجة الصدمات التي تعرض لها الأشخاص في الطفولة، كما أن الأشخاص الذين يعيشون في ابوظبي يرزحون تحت ضغط كبير نتيجة بيئة العمل التنافسية وغلاء المعيشة إضافة للضغوط الاجتماعية والأسرية، والمغتربين منهم يمكن أن يجدوا صعوبة في التكيف مع أسلوب الحياة والثقافة في المدينة.

3- اضطراب الوسواس القهري

يعد اضطراب الوسواس القهري من أكثر الاضطرابات النفسية تشخيصاً في ابوظبي، يعاني الأشخاص خلاله من أفكاره وسواسية تتكرر بشكل مستمر مثل الخوف من الجراثيم أو أو الشك من القيام بمهام كإطفاء الموقد وإغلاق الباب أو ظهور تصورات جنسية، وسلوكيات قهرية مثل غسل اليدين بشكل مبالغ به أو ترتيب الأشياء بشكل معين.

تظهر الدراسات انتشار الوسواس القهري عند 2,5% من سكان إمارة ابوظبي، ويعتبر من أكثر الاضطرابات النفسية التي يتم التعامل معها في المراكز النفسية في دولة الإمارات العربية المتحدة.

يحدث الوسواس القهري نتيجة وجود استعداد وراثي عند الفرد، كما أن العوامل البيولوجية كالخلل في بنية الدماغ ووظيفته أو اختلال التوازن في مستويات السيروتونين يمكن أن تلعب دوراً في ظهور الاضطراب، إضافة للضغوط الثقافية والاجتماعية والصدمات التي تحدث في مرحلة الطفولة والتأثيرات الدينية كلها عوامل تسهم في ظهور وتطور أعراض الوسواس القهري.

4- اضطراب تعاطي المواد

يثير اضطراب تعاطي المواد قلقاً في إمارة ابوظبي لما له من آثار اجتماعية واقتصادية سلبية، ويظهر الاضطراب على شكل رغبة قوية في تعاطي المادة مع عدم القدرة على التحكم بكميتها أو السيطرة عليها، يترافق بظهور تغيرات سلوكية كالميل للعزلة والتهرب من المسؤوليات سواء على مستوى العمل أو الأسرة، بالإضافة لحدوث تغيرات في الوزن والنوم الصحة العامة، كما أن أعراض القلق والاكتئاب تزداد في حال وجودها قبل التعاطي.

تشير الدراسات في إمارة ابوظبي أن 48% من المرضى النفسيين الذين تلقوا العلاج في المستشفيات والمراكز النفسية كانوا يعانون من اضطراب تعاطي المواد، ويتضمن الاضطراب إدمان الكحول والمخدرات والأدوية الطبية وحتى النيكوتين.

تلعب العديد من العوامل دوراً في الإدمان على المواد، كالملل والضغوط الاقتصادية والدراسية أو الرغبة في تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق، كما أن التأثر بالأصدقاء والتفكك الأسري له تأثير مهم، بالإضافة لسهولة الوصول للمواد المخدرة في ابوظبي وقلي وعي السكان بمخاطر الإدمان على الصحة النفسية والجسدية.

5- الرهاب الاجتماعي

يعتبر الرهاب الاجتماعي من الحالات الشائعة في ابوظبي، ويظهر على شكل الخوف من حكم الآخرين في المواقف الاجتماعية، والخوف من التعامل مع الغرباء، وتجنب المواقف التي يمكن أن يكون فيها الفرد محور اهتمام، وفي حال كان الفرد في موقف اجتماعي يعاني من التعرق واحمرار الوجنتين وتسرع في ضربات القلب وارتعاش وغثيان.

أظهرت الدراسات في ابوظبي معاناة 13% من السكان من الرهاب الاجتماعي، وخاصة عند فئة المراهقين والشباب.

قد يتناسب حدوث الرهاب الاجتماعي طرداً مع وجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطرابات القلق، كما أن تعرض الفرد خلال فترة الطفولة للتنمر والنقد والافتقار للدعم من قبل العائلة تسهم بنشوء الرهاب الاجتماعي، إضافة للضغوط الثقافية والتوقعات الاجتماعية العالية.

خلاصة المقالة

تعتبر إمارة ابوظبي واحدة من المراكز العالمية المهمة، وتبذل المدينة جهوداً كبيرة من خلال المستشفيات والمراكز النفسية في سبيل تعزيز الوعي حول الأمراض النفسية وتوفير الدعم للأفراد من أجل تحقيق التوازن النفسي، لمواجهة الضغوط الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي يتعرضون لها، وقد تناولنا في هذه المقالة أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في ابوظبي ونسب انتشارها وأعراضها والأسباب المحتملة لظهورها.